رحلت عن عالمنا، الفنانة المصرية القديرة عايدة عبد العزيز، عن عمر ناهز الـ86 عاما، تاركة خلفها بصمة مميزة مع جمهورها ومحبيها، حيث قدمت ما يقرب من 200 عمل فني، تنوع ما بين الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية والمسرحية.
وبدأت عايدة عبد العزيز مشوارها بالعمل في وزارة التربية والتعليم، كمشرفة على تدريب الفرق المسرحية بالمدارس، وذلك بعد انتهاء دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية.
وفي عام 1962، سافرت مع زوجها الفنان أحمد عبد الحليم إلى مدينة لندن، لاستكمال دراستها، وهناك حصلت على دورة تدريبية في تخصص الحركة المسرحية والصوت.
وكانت الفنانة المصرية عمودا من أعمدة المسرح، فقد قدمت العديد من الأعمال المميزة، أبرزها "عودة الغائب، انتيجون، ولادك يامصر، الست هدي، طائر البحر، المهاجر، لعبة السلطان، دنجوان، الأرض".
وساهمت عايدة عبد العزيز في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، أبرزها فيلم "يوميات نائب في الأرياف" و"شهد الملكة" و"النمر والأنثى" و"بوابة إبليس" و"الواد محروس بتاع الوزير" و"هليوبوليس".
ومن أشهر مسلسلاتها "زينب والعرش" و"هالة والدراويش" و"ضمير أبلة حكمت" و"يوميات ونيس" و"الفرار من الحب" و"كناريا وشركاه" و"موجة حارة".
علاقتها بـ"الزعيم"
واستطاعت الفنانة عايدة عبد العزيز أن تلفت الأنظار بشكل كبير في فيلم "النمر والأنثى"، مع الفنان المصري عادل إمام عام 1987. وقد أتقنت عايدة الدور للدرجة التي جعلته واحدا من أهم أدوارها.
وفي عام 1999، قدمت فيلم "الواد محروس بتاع الوزير"، مع عادل إمام. وبالرغم نجاحها مع الزعيم إلا أنها لم تقدم سوى عملين خلال مسيرتها الفنية الطويلة.
وكشفت الفنانة المصرية سبب ذلك قائلة، في وقت سابق، إن عادل إمام تجاهلها، بسبب تألقها في الأدوار التي قدمتها معه.
الوحدة والخوف
هذا وواجهت الفنانة القديرة العديد من الأزمات الشخصية، رغم نجاحاتها الفنية العديدة. ولعل أبرزها تصريحاتها فى إحدى البرامج بأنها تعاني من الوحدة، بعد وفاة زوجها الفنان أحمد عبد الحليم، خاصة وأنها تعيش بمفردها بعد هجرة أولادها إلى ألمانيا وأميركا، مؤكدة أنها تضع كراسي خلف باب شقتها.
وأوضحت أنها ندمت على أنها قامت بتعليم أولادها في الخارج.
ألزهايمر
وتحدث شريف عبد الحليم، ابن الفنانة عايدة عبد العزيز، عن إصابة والدته، حيث قال إنه يتجنب ظهورها إعلامياً نظرا لحالتها الصحية.
وأشار إلى أنها أصيبت بمرض ألزهايمر بعد وفاة والده مباشرة، وهذا ما أخبره به الأطباء، إذ قالوا إن الصدمات تسرع من وتيرة الإصابة بهذا المرض، وكانت وفاة زوجها بداية تدهور حالتها الصحية.
وقبل اعتزالها الفن بشكل نهائي، قدمت الفنانة عايدة عبد العزيز، عام 2014، مسلسل "دهشة" مع الفنان القدير يحيي الفخراني، لتختم به مسيرتها الفنية بعد تاريخ فني طويل.
أيقونة المسرح
وحرص صديقها الفنان محمد صبحي، على توديع الراحلة بكلمات مؤثرة، حيث كتب عبر حسابه الشخصي على فيسبوك: "فنانة كبيرة وإنسانة رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. عايدة عبد العزيز شاركت معي كافة أجزاء ونيس، وأيضا رحلة المليون.. وداعاً يا عايدة".
بينما قال الفنان المصري مفيد عاشور: "وداعا الفنانة الكبيرة عايدة عبد العزيز، تاريخ فني طويل وعريق، رحلت أيقونة من أيقونات المسرح القومي المصري في عصره الذهبي".
فيما قال الكاتب المصري عبدالرحيم كمال: "عايدة عبدالعزير تشرفت بها في مسلسل دهشة في دور (سكن) وقدمت دورا من أصعب وأجمل الأدوار".
وتابع: "أحسست بالفخر أنها قدمت شخصية من شخصياتي.. ممثلة من هذا الطراز الرفيع، سيدة من سيدات المسرح العربي التي تملك موهبة متفردة وأداء يضاهي أداء أعظم الممثلات في العالم.. رحمة الله على الفنانة المصرية العظيمة".